كيف ترق قلوبنا؟
------------------
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على رحمة الله للعالمين محمد الامين وعلى اله و صحبه اجمعين...
ان رقة القلوب وخشوعها و انكسارها لخالقها و بارئها منحة من الرحمان و عطية من الديان تستوجب العفو و الغفران وتكون حرزا مكينا و حصنا حصينا مكينا من الغي و العصيان...
ما رق قلب لله عز و جل الا....... كان صاحبه سابقا للخيرات مشمرا في الطاعات و المرضاة
ما رق قلب لله عز و جل و انكسر الا........وجدته احرص ما يكون على طاعة الله و محبة الله, فما ذكر الا تذكر, وما بصر الا تبصر
ما دخلت الرقة الى القلب الا.........وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بذكره و الثناء عليه سبحانه و تعالى
وما رق قلب لله عز و جل الا........وجدت صاحبه ابعد ما يكون عن معصية الله تعالى, فالقلب الرقيق ذليل امام عظمة الله تعالى و بطشه
القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق
ولكن من يهب رقة القلوب و انكسارها؟؟
ومن الذي يتفضل بخشوعها و انكسارها بين يدي ربها؟؟
من الذي اذا شاء قلب هذا القلب فاصبح ارق ما يكون لذكر الله عز و جل,واخشع ما يكون لاياته و عظاته؟؟
من هو؟ سبحانه لا اله الا هو, القلوب بين اصبعين من اصابعه يقلبها كيف يشاء, فتجد العبد اقسى ما يكون قلبه, ولكن يابى الله الا رحمته...حتى تاتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الايمان الى سويداء ذلك القلب بعد ان اذن الله ان يجتبي و يصطفي صاحب ذلك القلب
فلا اله الا الله من ديوان الشقاء الى ديوان السعادة, ومن اهل القسوة الى اهل الرقة بعد ان كان فظا جافيا لا يعرف معروفت و لا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه, اذا به يتوجه الى الله بقلبه و قالبه
احبتي في الله....
انها النعمة التي ما وجدت على وجه الارض نعمة اجل ولا اعظم منها, نعمة رقة القلب و انابته الى الله تعالى
وقد اخبر الله تعالى انه ما من قلب يحرم من هذه النعمة الا كان صاحبه موعودا بعذاب الله تعالى, قال سبحانه" فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله
لكم كيف السبيل لانال هذه النعمة؟؟ فاكون حبيبا لله عز و جل, وليا من اوليائه, لا يعرف الراحة و الدعة و السرور الا في محبته و طاعته فالقلب ما سمي قلبا الا لشدة تقلبه, فتارة يقبل على الخير و اذا به ارق ما يكون لله عز و جل وداعي الله, وتارة يقسو القلب وما من احد الا و تمر به هذه الحالة و العياذ بالله
وللرقة اسباب, و للقسوة اسباب
فما رق القلب بسبب اعظم من الايمان بالله تعالى, ولا عرف عبد ربه باسمائه و صفاته الا كان قلبه رقيقا لله عز وجل وكان وقافا عند حدوده, لا تاتيه الاية من كتاب الله وحديث رسول الله الا قال بلسان الحال و المقال "سمعنا و اطعنا غفرانك ربنا و اليك المصير
ان يعرف العبد ربه,فما من شئ في هذا الكون الا ويذكره بذلك الرب, يذكره الصباح و المساء بذلك الرب العظيم......وتذكره النعمة و النقمة بالحليم الكريم........ويذكره الخير و الشر بمن له امر الخير و الشر....فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك و تعالى
والعكس بالعكس, فما وجدت قلبا قاسيا الا وجدت صاحبه اجهل العباد بالله و ابعدهم عن المعرفة ببطش الله و اجهلهم بنعيم الله و رحمة الله عز و جل
ما قرا عبد القران و لا استمع لايات الرحمان الا وجدته بعد قراءتها و التامل فيها رقيقا قد اقشعر قلبه و جلده من خشية الله. قال تعالى " كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد" ..فما ادمن قلب ولا ادمن عبد على تلاوة القران و التدبر في اياته الا ورق قلبه لله تعالى
ومن اسباب رقة القلب ايضا
,تذكر الاخرة فمن نظر الى القبور ونظر الى احوال اهلها انكسر قلبه وعلم ان هذه الدنيا الى زوال و ان الاخرة هي دار القرار
اما الركون الى الدنيا وكثرة الاشتغال بفضول احاديثها و طول الامل يورث قسوة القلب و الغفلة اضف الى ذلك معاشرة الفساق و من لا خير في صحبتهم من يلهونك عن ذكر الله و لا يذكرونك باخطائك و باوقات الفرائض
اللهم انا نسالك قلوبا خاشعة و السنة ذاكرة و اعينا دامعة من خشيتك و نعوذ بك من القسوة و الغفلة