هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيللماذا خاطب الله تعالى آدم وحده عندما تاب عليه Call_m11دخول

 

 لماذا خاطب الله تعالى آدم وحده عندما تاب عليه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
Anonymous



لماذا خاطب الله تعالى آدم وحده عندما تاب عليه Empty
مُساهمةموضوع: لماذا خاطب الله تعالى آدم وحده عندما تاب عليه   لماذا خاطب الله تعالى آدم وحده عندما تاب عليه Emptyالثلاثاء يناير 18, 2011 11:55 pm

لماذا خاطب الله تعالى آدم وحده عندما تاب عليه Bsm



لماذا خاطب الله تعالى آدم وحده عندما تاب عليه في قوله عز وجل
( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ) ؟

السؤال:
لماذا خاطب الله تعالى آدم وحده عندما تاب عليه في الآية رقم/37 من سورة البقرة ،
فقال تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ،
ولم يقل الله تعالى : ( فتاب عليهما ) أي : آدم وحواء ؟


الجواب :
الحمد لله
اجتهد المفسرون في تلمس وجه الحكمة في إفراد الضمير ( الهاء ) من
قوله تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة/37 ،
فقال عز وجل : ( فتاب عليه )، ولم يقل سبحانه : ( فتاب عليهما )،
مع أن كلا من آدم وحواء أكلا من الشجرة .


وبتأمل والتدبر يتبين للناظر العديد من الأسباب والحكم التي يمكن من خلالها تفسير هذا التساؤل .




أولا :
مَن تأمل سياق جميع الآيات الواردة في قصة آدم عليه السلام وأكله من الشجرة
، يعلم أن الشخصية البارزة المقصودة في تلك القصة هو آدم عليه السلام وليس
غيره ، لأنه أبو البشر وأول الأنبياء ، لذلك فأكثر الآيات تتحدث عنه عليه
السلام ،وتخاطبه بشخصه ، وتذكره بضمير الغائب المفرد ، وتحكي تفاصيل أحداث
قصته ، وتجعله الشخصية المركزية فيها ، وهكذا - ومن ذلك نسبة العصيان إليه
وحده كما سيأتي - ، يمكنك أن تقرأ ذلك في سورة البقرة ، والأعراف ، وطه ،
وغيرها ، فناسب أن تكون هذه الآية على السياق نفسه .


ثانيا :
كثيرا ما يرد في نصوص الوحي في الكتاب والسنةتغليب استعمال ضمير المذكر ،
ويراد به ما يشمل الإناث أيضا ، حتى قال علماء أصول الفقه : إن الأصل في
خطاب الذكور بالتكاليف الشرعية أنه يشمل الإناث إلا ما ورد النص بتخصيصه .
بل كثيرا ما تستعمل اللغة العربية ضمير المذكر في السياقات التي تشمل الذكور والإناث .
فالمؤنث في استعمال اللغة العربية والاستعمال الشرعي تابع للمذكر ، ولذلك لا تذكر النساء في كثير من التكاليف والأخبار الشرعية .



ثالثا :
كما يمكننا أن نستأنس من استعمال ضمير المذكر وطي ذكر المؤنث : أن الستر
أولى بالمرأة من الذِّكر ، وأن الخطاب الشرعي يدعوها دائما إلى البعد عن
حديث الرجال ، خاصة في مقام الخطأ والمعصية ، لذلك طوى القرآن الكريم أيضا
التصريح بنسبة المعصية إلى حواء ، واقتصر ذلك على آدم عليه السلام ، وذلك
في قوله عز وجل : ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى . ثُمَّ اجْتَبَاهُ
رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ) طه/121-122.
ثم إن أساليب اللغة العربية تتسع لهذا السياق القرآني ، كما في قول الشاعر :
رماني بأمر كنت منه ووالدي *** بريئا ومن فوق الطوي رماني .

فقال : ( بريئا ) ولم يقل : ( بريئين )، مع أن المقصود إثبات براءته هو ووالده .
وقد جاء في القرآن الكريم قوله عز وجل : ( وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ
أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ) التوبة/62. ولم يقل يرضوهما ،
وقال سبحانه : ( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا
إِلَيْهَا ) الجمعة/11، ولم يقل انفضوا إليهما، وذلك جريا على الإيجاز
والاختصار، ومراعاة للمقصود الأعظم من الأمرين .

وننقل ههنا من كلام المفسرين ما يؤيد أوجه الحِكَم السابقة :


قال الإمام القرطبي رحمه الله :
" إن قيل : لم قال : ( عليه ) ولم يقل : ( عليهما ) وحواء مشاركة له في
الذنب بإجماع ، وقد قال : ( ولا تقربا هذه الشجرة ) البقرة/35، و ( قالا
ربنا ظلمنا أنفسنا ) الأعراف/23 ؟

فالجواب :
أن آدم عليه السلام لما خوطب في أول القصة بقوله : ( اسكن ) خصه بالذكر في التلقي ، فلذلك كملت القصة بذكره وحده .
وأيضا فلأن المرأة حرمة ومستورة ، فأراد الله الستر لها ، ولذلك لم يذكرها في المعصية في قوله : ( وعصى آدم ربه فغوى ) طه/121.
وأيضا لما كانت المرأة تابعة للرجل في غالب الأمر لم تذكر ، كما لم يذكر فتى موسى مع موسى في قوله : ( ألم أقل لك ) الكهف/75.
وقيل : إنه دل بذكر التوبة عليه أنه تاب عليها ، إذ أمرهما سواء ، قاله الحسن .
وقيل : إنه مثل قوله تعالى : ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها )
الجمعة/11، أي : التجارة ؛ لأنها كانت مقصود القوم ، فأعاد الضمير عليها ،
ولم يقل : ( إليهما ) ، والمعنى متقارب .
وقال الشاعر : رماني بأمر كنت منه ووالدي * بريئا ومن فوق الطوي رماني .
وفي التنزيل : ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) التوبة/62، فحذف إيجازا واختصارا " انتهى.
" الجامع لأحكام القرآن " (1/325)


وقال الماوردي رحمه الله :
" فإن قيل : فِلمَ قال : ( فَتَابَ عَلَيْهِ ) ، ولم يقُلْ : ( فتابَ علَيْهِما ) والتوبة قد توجهت إليهما ؟
قيل : عنه جوابان :
أحدهما : لما ذكر آدم وحده بقوله : ( فَتَلَّقى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ
كَلِمَاتٍ ) ، ذكر بعده قبول توبته ، ولم يذكر توبة حوَّاء - وإن كانت
مقبولة التوبة - لأنه لم يتقدم ذكرها .
والثاني : أن الاثنين إذا كان معنى فعلهما واحداً ، جاز أن يذكرَ أحدهما ،
ويكونَ المعنى لهما ، كما قال تعالى : ( وَإذَا رَأَوا تِجَارَةً أَوْ
لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا ) الجمعة/11، وكما قال عز وجل : ( وَاللهُ
وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ) التوبة/62. " انتهى من " النكت
والعيون " (1/110)
والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا خاطب الله تعالى آدم وحده عندما تاب عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  لماذا خلقت حواء من ادم وهو نائم وتلد وهي مستيقظة
» لماذا نتوب؟
» تبسم فإن الله موجود
» وعين بكت من خشيت الله
» من اسماء الله الحسنى... البصير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقسام الأسلامية :: القسم الأسلامي العام-
انتقل الى: